20 يونيو فلم المأرز | تجربة حياة !

“إنَّ الإسلامَ بدأَ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ، وَهوَ يأرِزُ بينَ المسجدينِ، كما تأرِزُ الحيَّةُ في جُحرِها”

من نعم الله علي أن منحني شرف إخراج أول و أضخم فلم وثائقي عن الحرمين الشريفين فلم المأرز، لا أدري من أين ابدأ في الحديث عن هذه التجربة التاريخيه بالنسبة لي، فلقد اجتمع فيها شرف العمل لخدمة الحرمين الشريفين و شرف التكليف بإخراج الفلم و شرف العمل مع فريق يضم افضل العاملين في المجال الإعلامي في المملكة، فاللهم لك الحمد ولك الشكر .

كان تنفيذ الفلم “ كأي عمل سينمائي “ على مراحل عدة، أهمها بالنسبة لي مرحلة الأنتاج والتي كنت مخرجها وهي المرحلة التي يتم فيها تصوير اللقطات و تسجيل الأصوات الحية، حيث استمرت هذه المرحلة ٨ أيام، خمسة في الحرم المكي وثلاثة في الحرم المدني، تنقلنا فيها بين مرافق الحرمين و اداراتهما لنصور ونوثق الجهود المبذولة، كان على عاتقي كمخرج إختيار كل زوايا و لقطات الفلم بما يحقق رؤية الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين كجهة منتجه أولا، ثم بما يحقق رؤيتي كمخرج و التي تم عرضها مسبقا على شركة الانتاج و المنتج .

بدأت هذه المرحلة فجر الجمعة الخامس من فبراير ٢٠١٦ في الحرم المكي و قضينا في مكة اربعة ايام و نصف بين الحرم المكي و المرافق الخارجيه كمعامل النظافة و محطات الطاقة و معمل الكسوة وغيرها ثم انطلقنا للمدينة في منتصف اليوم الخامس و بدأنا صباح الأربعاء في الحرم المدني حتى مساء الجمعة، كان عملنا بمتوسط  ١٣ ساعة يوميا يتوسطها ساعه او اثنتين للراحة .

كان أمامنا العديد من التحديات اصعبها و التي واجهتني كمخرج في مرحلة الأنتاج هو الوصول لصورة غير معتادة عن الحرمين الشريفين، حيث ان قناتي القرآن و السنة السعودية تقوم بالبث المباشر والمستمر للحرمين على مدار الساعة مما يجعل المنظر مألوف للمشاهد، فكان امامنا هذا الهدف و استحضرناه قبل تصوير كل منظر و زاوية في الحرم، و الفضل لله أولا ثم لشريكي الأول في تحقيق الصورة التي رأيتوها في العمل، مدير التصوير و الإضاءة عبدالله الشريدة حيث كان متشرباً للرؤيه و مثرياً لي بخبرته و علمه و متعاوناً في تنفيذ كل ما من شأنه تحقيق الهدف.

 ايضا من التحديات التي واجهتني انتاجياً ضيق الوقت و صعوبة التنقل بالفريق و المعدات داخل الحرم، نظراً لكبر مساحة الحرم و ازدحام الناس، مما اضطرنا للانقسام إلى فريقين كل فريق معه كاميرا، يغطي حدث مختلفاً  او يغطي نفس الحدث ولكن من جهة مختلفه، و كان على عاتقي هنا ايضا الحفاظ على الرؤية البصرية الناتجة من الكاميرتين، و الحمد لله انسجام الفريق و التواصل الجيد بين اعضائه كان كفيل بالحفاظ على التوافق البصري .

العديد من الصعوبات و التحديات و القصص التي واجهتنا اثناء التصوير و التي لا يكفيها موضوع او اثنين لسردها والحديث عنها ، لكن يكفي أن اقول ان إدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة ابهرتنا بتوفير كل ما يحتاجه الانتاج لتنفيذ هذا المشروع و تسخير كل الإمكانات و السبل في تذليل الصعاب و تسهيل انجاز هذا المشروع، لم يتوانوا عن تلبية أي طلب مهما كان مستحيل او عاجل، وعلى رأسهم المهندس ماهر الزهراني مدير إدارة الإعلام والاتصال و وكيله أ. أيمن الشريف فلهم الشكر على دعمهم وتواجدهم .

بعد مرحلة الإنتاج و التصوير كانت مرحلة ما بعد الإنتاج وهي المرحلة التي يتم فيها المونتاج للفلم و تقطيع لقطاته و صناعة الاصوات و تسجيل النصوص، وهي مرحلة مهمة ايضا حيث يتم فيها اعادة صياغة القصة كاملة، وكان مسؤولا عن هذه المرحلة المخرج أسامة الخريجي، ومعه فريق متخصص في المونتاج و الصوت و التلوين، وقد تشاركنا في اخراج الفلم كما هو واضح في نهاية العمل .

أقامت إدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة حفل تدشين لحملة المأرز في توسعة الملك عبد الله بالحرم المكي، وقد تضمن الحفل اطلاق عدد من البرامج بمافيها العرض الأول لفلم المأرز في الحرم المكي، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، و نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، ورئيس هيئة المستشارين الشيخ محمد بن حمد العساف، ونائب رئيس هيئة المستشارين، الشيخ يوسف الوابل، وقائد قوة أمن المسجد الحرام، اللواء وصل الأحمدي.

و قد فاجئوني الإصدقاء بإدارة الإعلام بعدد من المفاجئات من اجملها معرض و كتيب صور الفلم حيث أقاموا معرضا للصور الفوتوغرافيه وطبعوا كتابا مصور لأجمل اللقطات الموجودة في الفلم و التي قام بتوثيقها فريق فوتوغرافي متمكن، فلهم كل الشكر على جهودهم.

في ٢٠١٠ صورت فلم “ الحج رحلة نقاء “واعتقدت أنه سيكون أعظم فلم اقدمه عن احد اشرف بقاع الأرض مكة، ليكرمني الله بعدها بستة أعوام بإنجاز أكبر يشمل الحرمين الشريفين، كرم الله أعظم من أن تتخيله عقولنا، وإني مستبشر باذن الله بفرص أخرى يكرمني الله فيها بخدمة دينه و بيوته و عباده.